كاسياس: من المستحيل الضحك بعد رؤية ما يحدث في غزة
حامل كأس العالم وصاحب القفاز الذهبي أكد أن الاحتفال باللقب جزئي مادام القطاع محاصراً
أعلن حارس مرمى المنتخب الإسباني ايكر كاسياس أنه لن يحضر الاحتفالات بمناسبة الفوز بكأس العالم 2010 التي استضافتها جنوب افريقا من 11 يونيو الماضي حتى 11 يوليو الجاري، في الميدان الرئيسي في العاصمة الإسبانية مدريد، تعبيرا عن حزنه الشديد لما يحدث في غزة بسبب الحصار.
وقال كاسياس في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية «فارس»: «تجد أنه من المستحيل مشاركة الناس والضحك بعد رؤية ما يحدث في قطاع غزة»، وأكد كاسياس أن احتفال الإسبانيين بالفوز بكأس العالم جزئي ما بقي قطاع غزة محاصرا.
وبفضل أدائه القوي خلال مباريات كأس العالم، وتحديدا في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الهولندي التي منع خلالها هدفين محققين للمنتخب البرتقالي، ظفر قائد منتخب إسباني وحارس مرماه، إيكر كاسياس، بجائزة القفاز الذهبي.
ولا شك أن هذه الخاتمة هي الأكثر سعادة لحارس المرمى الفذ، الذي سبق أن شارك في 3 نهائيات لكأس العالم، بعد البداية الضعيفة في المباراة الافتتاحية أمام سويسرا، والتي سقط فيها المنتخب الإسباني بهدف للاشيء.
وتدريجيا، بدأ كاسياس، الذي يحرس مرمى فريق ريال مدريد الاسباني، يستعيد تألقه وتفوقه، خصوصا عندما نجح في صد ركلة جزاء لاعب پاراغواي، أوسكار كاردوزو، ليمنح منتخب بلاده بطاقة التأهل للدور نصف النهائي ومن ثم للمباراة النهائية التي تمكن فيها من صد انفرادين للاعب الهولندي اريين روبن، قبل أن يجهز زميله في المنتخب انديرياس انييستا على هولندا بهدف قاتل، ويحرز «الماتادور» الإسباني كأس العالم للمرة الاولى في تاريخه وليجمع المجد من اطرافه بفوزه بلقب كأس اوروبا 2008.
دموع الكبير
وبعد هدف زميله في المنتخب، أنييستا، بدأت دموع كاسياس تنهمر فرحا، لتزيد بعد أن أطلق حكم المباراة صافرة النهاية، ويتواصل بكاؤه بحرارة.
كذلك لم يخف كاسياس مشاعره الفياضة في حديثه لموقع «فيفا» على الإنترنت، حيث أجهش بالبكاء قبل وأثناء وبعد معانقة كأس العالم، وقد رصدته عدسات الكاميرا وهو يذرف دموع الفرح مباشرة عقب هدف الخلاص الذي سجله إنييستا.
القفاز الذهبي
وأكد كاسياس أن الفوز بالقفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى في البطولة جميل، معتبرا ان مثل هذه الجوائز «شرف عظيم ومصدر سعادة وسرور» قائلا: «ان اللاعبين ساهموا في تحقيقه، والآن يجب الاحتفال بهذا اللقب بعدما تحقق بجهد جهيد».
تواضع وتألق
ويتميز كاسياس بتواضعه رغم أنه بلغ ذروة تألقه خلال مسيرة مظفرة، وغالبا ما يخصص وقتا كبيرا من أجل القيام بالأعمال الخيرية. وهو إلى جانب ذلك محبوب خارج الملعب وودود، ولا ينسى جذوره المتواضعة، ذلك أنه جاء من حي «موستوليس» المتواضع في العاصمة الإسبانية مدريد.
وكان كاسياس ولاعب التنس الأول على العالم، الإسباني رافائيل نادال، قد أدانا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009.
من جهته، ذكرت وكالة «معا الاخبارية» ان الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو اننا نثمن تصريحات كاسياس وان هذا الموقف ليس الأول لهذا اللاعب الذي رفض الاحتفال بعيد الكريسماس والذي تصادف اثناء حرب الفرقان على قطاع غزة في ديسمبر عام 2008.
بدوره، قدم وزير الشباب والرياضة المقال د.باسم نعيم الشكر للاعب على لفتته الإنسانية الرائعة مشيرا الى ان ذلك يدل على الوعي الذي أصبح لدى شرائح واسعة من الرياضيين في العالم. ووجه نعيم الدعوة الى كاسياس للحضور الى غزة والاحتفال بلقب كأس العالم مع أطفال وشعب غزة المحاصرين منذ 4 أعوام، كما هنأ الرياضيون وغيرهم في غزة مملكة اسبانيا على الإنجاز العالمي الذي يسجل للمرة الاولى في تاريخها
__________________